برّ و برد
صفحة 1 من اصل 1
برّ و برد
لّ الربيع وتفتّحت الأزهار وتلوّنت الأشجار بألوان مختلفة , كلّ شجرة حسب نوعها ..... لقد اشتقنا الى القرية ...لم نزرها منذ الصيف الماضي ... اتّصلت بالأهل ليذهبوا معنا ... علّهم يروّحون عن أنفسهم بعض العناء , ويستنشقون الهواء النّقي هناك .... سررت كثيرا بقبولهم دعوتي ... وانطلقنا وكلنا شوقا للوصول على جناح السرعة ...
بهذه الكلمات حدّثني أخي وصديقي عبد الله .... وتابع قائلا ....
وعندما وصلنا لقينا كلّ شيء كما تخيّلناه ... نعم لم ننسى ذلك البيت ذو الطابقين وشرفته الفسيحة المطلّة على الوادي في أعلى قمّة من ذاك الجبل ... وشجرات الزيتون المحيطة بالمنزل ... وهذا البساط الأخضر في تلك الهضاب المتتالية ... تراكض الأولاد لقطف الزهور ليقدماها الى أمّهم وجدّتهم ... سهرنا حتى وقت متأخّر ... قال أبي هيا يا حاجّة لننزل كي ننام في الطابق الأرضي ... قلت لهما .. بل تنامان هنا .. قالت أمّي لن نزعجكما .. ننام تحت .. هذا أفضل ..
ولكنّي تذكّرت حين ناما العام الماضي في الطابق الأرضي ماذا حدث لأمّي ! كنّا سنفقدها حينها ... كان البيت مقفلا طوال الشتاء والرطوبة قد ملئت البيت .. والفراش والأغطية بحاجة لضوء الشمس ... نعم بسبب تلك الرطوبة كانت أمّي ستودّعنا الى الأبد ... والآن الظروف هي نفسها تتكرر ... وربما أمّي لن تسلم هذه المرة ...
ذكّرت أبي بما جرى في العام الماضي ... ورجوتهما المبيت معنا ... قال وأنت وزوجتك وأولادك كيف ستنامون ؟ .. قلت له يوجد فراشين في الداخل واحد لنا والآخر للأولاد ... والحقيقة هي العكس ... قال والأغطية قلت يوجد ما يكفي ...
قال ان كان كذلك فلا بأس ... دخلت غرفة النوم وأخرجت الفراش الذي على السرير وفرشته لهما في الصالون بجانب المدفأة ... غطّيتهما بغطائين خوفا عليهما من البرد فجو الجبل بارد حتّى في الصيف ...
أما أنا وزوجتي فقد جمعنا وسائد غرفة الجلوس ووضعناها بجوار بعضها البعض على السرير ونمنا عليها وتغطّينا بغطاء لم يكد يغطّي أسفلنا ليكشف أعلانا .. ان تقلّب أحدنا نصف قلبة بالاتجاه الآخر امّا تكشّف أو كشّف شريكه ... والله لم يكد يغمض لنا جفن ذلك اليوم من شدّة البرد ... صلّينا الصبح .... أخذ الضوء بالبزوغ وشعاع الشمش بالولوج من تلك النافذة ... شعرنا ببعض الدفء يدغدغنا فأستسلمنا للنوم ...لكن ! .... صوت أبي ... يا بني قم ... هيا كفاك كسلا ... صارة الساعة الثامنة ...يا بني هذه الأرض تحتاج للحراثة ... اذهب لعند ابن الحاج مصطفى وقل له أن يأتي بالجرار كي يحرث الأرض ...
قلت سمعا وطاعة يا حاج ...
اللهم ان كنت تعلم أن عملي وزوجتي خالص لوجهك الكريم فأكتبه لنا عندك يارب
اللهم وفّقنا لكل عمل يرضيك حتى ترضى عنّا يارب
الله يتقبّل منك يا عبد الله
بهذه الكلمات حدّثني أخي وصديقي عبد الله .... وتابع قائلا ....
وعندما وصلنا لقينا كلّ شيء كما تخيّلناه ... نعم لم ننسى ذلك البيت ذو الطابقين وشرفته الفسيحة المطلّة على الوادي في أعلى قمّة من ذاك الجبل ... وشجرات الزيتون المحيطة بالمنزل ... وهذا البساط الأخضر في تلك الهضاب المتتالية ... تراكض الأولاد لقطف الزهور ليقدماها الى أمّهم وجدّتهم ... سهرنا حتى وقت متأخّر ... قال أبي هيا يا حاجّة لننزل كي ننام في الطابق الأرضي ... قلت لهما .. بل تنامان هنا .. قالت أمّي لن نزعجكما .. ننام تحت .. هذا أفضل ..
ولكنّي تذكّرت حين ناما العام الماضي في الطابق الأرضي ماذا حدث لأمّي ! كنّا سنفقدها حينها ... كان البيت مقفلا طوال الشتاء والرطوبة قد ملئت البيت .. والفراش والأغطية بحاجة لضوء الشمس ... نعم بسبب تلك الرطوبة كانت أمّي ستودّعنا الى الأبد ... والآن الظروف هي نفسها تتكرر ... وربما أمّي لن تسلم هذه المرة ...
ذكّرت أبي بما جرى في العام الماضي ... ورجوتهما المبيت معنا ... قال وأنت وزوجتك وأولادك كيف ستنامون ؟ .. قلت له يوجد فراشين في الداخل واحد لنا والآخر للأولاد ... والحقيقة هي العكس ... قال والأغطية قلت يوجد ما يكفي ...
قال ان كان كذلك فلا بأس ... دخلت غرفة النوم وأخرجت الفراش الذي على السرير وفرشته لهما في الصالون بجانب المدفأة ... غطّيتهما بغطائين خوفا عليهما من البرد فجو الجبل بارد حتّى في الصيف ...
أما أنا وزوجتي فقد جمعنا وسائد غرفة الجلوس ووضعناها بجوار بعضها البعض على السرير ونمنا عليها وتغطّينا بغطاء لم يكد يغطّي أسفلنا ليكشف أعلانا .. ان تقلّب أحدنا نصف قلبة بالاتجاه الآخر امّا تكشّف أو كشّف شريكه ... والله لم يكد يغمض لنا جفن ذلك اليوم من شدّة البرد ... صلّينا الصبح .... أخذ الضوء بالبزوغ وشعاع الشمش بالولوج من تلك النافذة ... شعرنا ببعض الدفء يدغدغنا فأستسلمنا للنوم ...لكن ! .... صوت أبي ... يا بني قم ... هيا كفاك كسلا ... صارة الساعة الثامنة ...يا بني هذه الأرض تحتاج للحراثة ... اذهب لعند ابن الحاج مصطفى وقل له أن يأتي بالجرار كي يحرث الأرض ...
قلت سمعا وطاعة يا حاج ...
اللهم ان كنت تعلم أن عملي وزوجتي خالص لوجهك الكريم فأكتبه لنا عندك يارب
اللهم وفّقنا لكل عمل يرضيك حتى ترضى عنّا يارب
الله يتقبّل منك يا عبد الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى