رحماء

كان خالد يعمل بالتجارة في محله الصغير المتواضع وكان يوزع مواد تجارته أحيانا لبعض المحلات الكبرى والصغيرة وكان يبيع أحيانا بالدّين (البيع لأجل) وشاء الله أن يبيع لأبــــــو ا براهيم بالدين وعندما كبر الحساب وطال الأجل للسداد حضر خالد لمحل الأخير مطالبا أياه بالسداد . وليته ماحضر ! لكن المفاجئة كانت فاجعة ... فبدل الأداء كان الاعتداء, وبــــــــدل السداد صار التسديد, تسديد وتوبيخ وسباب وشتائم ,طرده من محله ,فرد عليه خالد:انـي وضعت حقي عند الله, والله كفيل بأن يستوفي لي حقي منك . رد عليه متجّرئا على الله: دع ربك يحصّل لك حقك. خرج خالد مكسور الجناح ليس من أجل المال ولكن لأجل ما تعرض له من اذلال. ولاتحسينّ الله غافل عما يعمل الظالمون.
شاء الله أن يكتب لخالد ذاك العام حج بيت الله ذاك المنسك الذي يتمناه كل مؤمن ,تجهّز خالد
للرحلة وودع الأهل والأصحاب محمّلا بالامانات ... كلّ وما يتمنى على الله حيث الدعاء هنـــــاك
وخاصة عند رؤية بيت الله الحرام .وأخيرا وصلنا الى الكعبة المشرفة وبعد الطواف والسعي
وصلاة ركعتين امام المقام, وقفنا للدعاء , وهناك وقف خالد. دعاخالد ما شاء له أن يدعـــو,
دعا لجميع من أوصاه الدعاء ,ولمن لم يوصيه, ولكن هناك شخص......نعم .....انه........آه
انه......انه ابا ابراهيم...... هل يدعو عليه......أم يدعو له.....ان الجرح ما زال ينزف ناهيك
عن جرأته على الله....... أيطاوعه قلبه أن يدعو على مسلم ..... يارب ان الموقف اسما من ذلك....
.انما يرحم الله الرحماء ...
.اللهم:اني سامحته لوجهك الكريم .اللهم اهده .اللهم سامحه,اللهم اني تصدقت بمظلمتي عليه وعلى
جميع المسلمين.....يا لها من سعادة , اللهم أعطعها لكل مؤمن يرجو رحمتك....سبحان الـلـه,
سبحان مقلب القلوب فاذا اّلذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم ....
بعد العودة الى الديار: سخّر اللـــــه
من يجلب النقود من صاحبنا ويردها الى صاحبها ,وبعدها بأيام جاء ابو ابراهيم مستسمحا من
أخينا وأخيكم خالد . جمعنا الله واياكم في جنته اخوانا