منتديات الحق الاسلامية
أهلا وسهلا بكـم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الحق الاسلامية
أهلا وسهلا بكـم
منتديات الحق الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حفصة بنت سيرين

اذهب الى الأسفل

حفصة بنت سيرين Empty حفصة بنت سيرين

مُساهمة من طرف المنجد الجمعة أبريل 23, 2010 5:17 am

[center]حفصة بنت سيرين
كنا
فيما مضى ننشر في زاوية ( أعلام ومشاهير ) تراجمَ رجالٍ كان لهم في العلم
والعمل الإسلامي آثارٌ عظيمة بارزة ، سيخلدها التاريخ بأحرف من نور .
لكننا اليوم سننقل لكم ترجمة امرأة من النساء المسلمات ، اللاتي رباهن
الإسلام ونشأن في أحضان العلم وظهرن في ساحة الحياة ، ليكُنَّ شواهد صدق
على أن النساء شقائق الرجال في ميادين العظمة وفي المآثر الجليلة .

وشخصية اليوم هي واحدة من جيل التابعين الذين تسلموا راية الإسلام من الصحابة الكرام وكانوا امتداداً لهم فكراً وعملاً وأخلاقاً .
إنها حفصة بنت سيرين العالمة القارئة ، والناسكة الزاهدة ، والحكيمة الصابرة .
عائلتها ونسبها :
ولدت حفصة
لأبوين مسلمين صالحين فوالدها سيرين كان مولىً ( رقيقاً) للصحابي الجليل
أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصله من
بلاد فارس أُسر في إحدى المعارك التي خاضها جيش الإسلام بقيادة خالد بن
الوليد رضي الله عنه في فتح العراق وكان سيرين فتى يافعاً ، وأسلم وكان من
نصيب أنس بن مالك حين توزيع الغنائم وعاش في كنفه مدة من الزمن أحبَّ فيها
سيِّدَه محبة بالغة لحسن معاملته وسمو أخلاقه ، وكاتَبَه سيِّدُه أنس على
مبلغ من المال ليكون بعد ذلك حراً ، وأما والدة حفصة فهي صفية مولاةٌ
لخليفة رسول الله أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وقد حضر عقد سيرين على
صفية ثلة من أكابر الصحابة كان منهم أبي بن كعب الذي دعا وأمَّن الباقون
على دعائه ، وتولت تجهيز صفية في ليلة عرسها ثلاث من زوجات النبي صلى الله
عليه وسلم ، وقد بورك للعروسين في زواجهما , وأنجبت صفية لسيرين خمسة
أولاد هم يحيى وحفصة ومحمد وكريمة وأم سُليم وكان كلٌّ منهم على حظٍّ
وافرٍ من العلم .

نشأتها :
كانت حفصة منذ
طفولتها محبة للعلم حريصة على تلقيه ، وساعدها في ذلك حافظة قوية وعقل ذكي
، حتى إنها حفظت القرآن الكريم وهي في الثانية عشرة من عمرها ، وكانت تسعى
بجهد حثيث على أن تغترف من معين النبوة الخالد عن طريق الصحابة الكرام
نساءً ورجالاً ممن تستطيع الاتصال بهم لاسيما أستاذها الصحابي أنس بن مالك
رضي الله عنهم جميعاً ، ومازالت تجدُّ في طلب العلم حتى غدت عالمة جليلة
يتوافد عليها الشباب للأخذ عنها ، وتخرَّج من بين يديها تلامذةٌ أصبح
يُشار إليهم بالبنان , كأيوب السختياني ، وقتادة بن دعامة السدوسي ، وهشام
بن حسان ، وخالد الحذَّاء وإياس بن معاوية المزني قاضي البصرة زمن عمر بن
عبد العزيز ، والذي كان يفُضِّلها على الحسن البصري وأخيها محمد بن سيرين
وهما من هما في العلم والورع والفهم .

أخلاقها وعبادتها :
كان من أبرز ما تتميز به من أخلاق خلق الورع ، وخلق الحكمة وخلق الصبر ، أما ورعها فيبدو في مجلس علمها الذي وصفه أحد تلامذتها فقال : كانت تجلس إلينا وهي العجوز وقد لبست جلبابها وتنقبت به حتى إن أحدهم أشفق عليها فقال لها ذات يوم : رحمك الله أما قال تعالى ( والقواعد من النساء اللاتي لايرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ) ؟ فقالت له بهدوء : وأي شيء بعد ذلك ؟ فأتمَّ الآية وقرأ ( وإن يستعففن خيرٌ لهن ) فترد عليه : في هذا إثبات الجلباب ، وهكذا كانت تأخذ بالعزائم ولا تتبع الرخص .
وأما حكمتها
فتتجلى في أثمن النصائح التي كانت تزجيها لتلامذتها ، ومن ذلك نصيحتها لهم
باغتنام فرصة الشباب , وهي التي ملأت وقت شبابها علماً وقراءة وجِدّاً
فكانت تقول لهم :
يا معشر الشباب ، خذوا من أنفسكم وأنتم شباب فإني رأيت العمل في الشباب .

وأما صبرها
فكانت فيه مثالاً يُحتذى ، فقد رُزقت بولد وحيد كان بارّاً بها غاية البر
، متفانياً في خدمتها ورعايتها ، فإذا بها يمتحنها الله بوفاته وهو في
مقتبل العمر ، فتعاني كأمٍّ لوعة الفراق ثم ينسكب الصبر في قلبها وهي تقرأ
كتاب الله تعالى وذكرت ذلك فقالت
: فلما
مات ـ تعني ولدها ـ رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق ، غير أني كنت
أجد غصة لا تذهب ، قالت فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل إذ أتيت على
هذه
الآية ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً
إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ، ما عندكم ينفد وما عند الله
باق ولنجزينَّ الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
قالت فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد .

وكان لها منهج
في العبادة اتبعته منذ شبابها المبكر ، إذ كان لها مسجد تصلي فيه الظهر
والعصر والمغرب والعشاء وتقضي فيه الليل قارئة للقرآن مستغرقة في الذكر
والدعاء ، ثم إذا جاء الصبح قامت تصلي ، ولا تزال فيه حتى يرتفع النهار
فتركع ركعات الضحى ، ثم تخرج من مسجدها لتتوضأ وتنام حتى إذا حضرت صلاة
الظهر عادت إلى مسجدها من جديد ، هكذا قضت من عمرها ثلاثين عاماً تمضي
نهارها صائمة وليلها قائمة .

منزلتها في العلم والقرآن :
بلغت حفصة في
العلم مبلغاً لا يجاريها فيه نظيراتها من نساء عصرها كما ذكر ذلك الإمام
الذهبي ، وتلت أخاها محمداً في الشهرة علماً وورعاً ، وقد عرف أخوها محمد
حقها ـ وهو أحد تلامذتها ـ فكان إذا أشكل عليه شيء في قراءات القرآن يقول
لتلامذته : اذهبوا فسلوا حفصة كيف تقرأ .

وفـاتـها :
كانت حفصة
تتمنى أن تختم حياتها بالشهادة ، وكانت قد سمعت من أنس بن مالك حديثاً عن
النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم : بأي شيء تحبين أن تموتي ؟ لم تتردد أن
قالت بحزم : بالطاعون . ولكن الله لم يقدر لها ذلك ، وماتت نحو إحدى ومائة
من الهجرة عن نحو سبعين عاماً قضتها في العلم والعبادة وشيعها عالما
البصرة الحسن وأخوها محمد بن سيرين .
[/center]

المنجد
Admin

عدد المساهمات : 170
تاريخ التسجيل : 21/04/2010

https://z3be.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى